تتصرفى ازاى مع مخاوف طفلك

لما كانت بنتي عندها سنتين وكام شهر، بدأت تخاف من بعض الأشياء زي الناس اللي بيلبسوا أقنعة، والعربيات، وبعض الحشرات، وبالأخص الذباب، فكانت مثلا تخاف تروح الحمام لوحدها بسبب الدبان، وكانت لو شافت دبانة تصرخ وتجري. يا ترى ابنك وبنتك بيخافوا من إيه؟ الأطفال بيخافوا من حاجات كتير زي الضلمة، والرعد والبرق، والكوابيس، والأغراب، والدكاترة، والحمامات، وإنهم يكونوا لوحدهم، وإنهم يبعدوا عن أمهاتهم إلخ.
طيب نتعامل مع المخاوف دي إزاي؟
• أولًا، مهم جدًا نحترم شعور الطفل ومنسفهش منه أبدًا ولا نتريق عليه، مهما كان بيخاف من حاجة بالنسبة لنا تافهة، وحتى لو كان خوفه غير منطقي.
• احترامك لشعور طفلك هيشجعه يفتح لك قلبه، اتكلمي معاه واسأليه عن سبب خوفه. لما سألت شمس عن سبب خوفها من الدبان قالت لي إنها بتخاف يقرصها، ففهمتها إن الدبان مش بيقرص، هو مش نظيف وبينقل الميكروبات والجراثيم، وعشان كده مينفعش نسيبه يقف على أكلنا أو وشنا، وطلعت من مكتبتها كتاب بيتكلم عن الحشرات، وقرأت لها منه بعض المعلومات البسيطة عن الدبان، لإن الإنسان عدو ما يجهل، فكنت مهتمة إنها تتعرف على هذا الكائن اللي بتخاف منه.
• حسسي طفلك بالتحكم في الشئ اللي بيخاف منه، وعلميه طرق يحمي بيها نفسه من الشئ ده، وإزاي يشوفه بشكل مختلف. فمثلا لو بيخاف من العربيات علميه يبص يمين وشمال ويسمي الله قبل ما يعدي الشارع، لو بيخاف من الضلمة ادي له كشاف وعلميه لعب ممكن يلعبها في الضلمة ووريه جمال السما بالليل وفهميه جسمنا إزاي بيحتاجها. مع بنتي، طبعت لها صور دبان للتلوين، وعلمتها تهشه بفوطة، وإنها أول ما تشوف دبانة تتحرك فالدبانة هتخاف وتطير بعيد وعملنا ده بطريقة لعبة مضحكة. ألفنا قصص عن الدبان ومثلناها بالعرايس، وكنت بشجعها ترد على العرايس اللي بتخاف من الدبان بالمعلومات اللي عرفتها عنه.
• خليكي صادقة مع طفلك وجهزيه للحاجة قبل ما تحصل من غير مبالغة عشان ميقلقش. فمثلا لو هتقابلوا ناس ميعرفهمش أو يعرفهم معرفة سطحية، فهميه قبلها إنتم هتقابلوا مين وفين، وإنه جميل إنه يسلم عليهم بالطريقة اللي تريحه (بالكلام بس، بمد الإيد، بالبوس إلخ). لو هياخد حقنة، متضحكيش عليه وتقولي له دي حلوة ومبتوجعش، لكن فهميه إنها ممكن توجع حاجة بسيطة خالص وهي بتدخل، وهكذا.
• كوني قدوة لطفلك. فمثلا لو بيخاف من الناس اللي بيلبسوا أقنعة، ممكن تخلي باباه يسلم عليهم ويتصور معاهم، ده من ناحية. ومن ناحية تانية، لو هو عرف أو لاحظ خوفك من شئ معين خليه يشوف إزاي بتتعاملي مع الخوف ده، لكن يفضل متعرفيهوش من نفسك عشان ميتأثرش بخوفك، وعشان الطفل بيحتاج يحس إن باباه ومامته مطمئنين عشان يحس هو كمان بالأمان. من ناحية تالتة، ممكن تشاركيه بحاجة كنتي بتخافي منها وإنتي صغيرة وإزاي تغلبتي على الخوف ده.
• وجودك جنب طفلك وهو بيمر بأي تجربة مخيفة مهم بالنسبة له لإنه هيحسسه بالأمان. تشجيعك له كمان مهم جدًا، مهما كان التقدم بسيط، لإنه هيزود ثقته بنفسه، بشرط إن التشجيع يكون صادق وغير مبالغ فيه وعلى فعل محدد، مثلًا: “إنتي هشيتي الدبانة ومجريتيش منها، برافو”
إيه أسباب المخاوف عند الأطفال؟
الخوف عند الأطفال الأقل من 5 سنين علامة على تطور خيالهم، بس المشكلة إنهم مش بيقدروا يفرقوا بين المنطقي وغير المنطقي، وعلامة على نمو الذاكرة عندهم فبيتأثروا بالتجارب المخيفة اللي مروا بيها قبل كده. خوف الطفل كمان ممكن يكون متأثر فيه بخوف الكبار خاصة القريبين منه واللي بيحتك بيهم كتير، وعلى رأسهم الأم والأب طبعًا. وأحيانًا الخوف بيخفي تحته مشاعر تانية مكبوتة نتيجة تجربة صعبة على الطفل أو تغيير كبير بيمر بيه زي ميلاد أخ جديد أو الانتقال لمدرسة أو بيت جديد.
الخوف يبقى مشكلة لما يكون بيزيد، أو صعب تهدئته، أو بيعوق أنشطة الطفل اليومية. ووقتها ممكن تحتاجي تستشيري حد متخصص.
الخوف شعور طبيعي بل وصحي لإنه بيخلينا ناخد حذرنا من حاجات ممكن تؤذينا. محتاجين نحترم مشاعرنا ونعترف بيها، عشان نعرف نتعامل معاها ومنستسلمش ليها، فمتعوقش حياتنا وتكون سبب في نمونا. ومهم الرسالة دي توصل للطفل بما يلائم سنه.

Comments are closed.